الشباب السوري وصناعة المحتوى: من التعبير الفردي إلى التأثير الجماعي
يلا سوريا ـ سارة المرعي
في العصر الرقمي والتكنولوجيا المتسارعة، لم تعد وسائل الإعلام التقليدية كافية وحدها للتعبير عن الرأي ونقل الوقائع.
ظهرت صناعة المحتوى كمساحة بديلة للشباب، ومنها في سوريا، ليعبّروا من خلالها عن أنفسهم، واقعهم، وطموحاتهم، بأساليب جديدة وابتكارية.
أصبحت منصات مثل يوتيوب، إنستغرام، وفيسبوك أدوات قوية للتأثير وبناء الوعي.
فتحت هذه الأدوات أبوابًا جديدة للشباب للتواصل مع مجتمعهم المحلي والعالمي، بعيدًا عن الرقابة التقليدية وقيود الإعلام الرسمي.
تعد صناعة المحتوى الرقمي مزيجاً من الإبداع، التقنية، والرغبة في التأثير.
تحولت صناعة المحتوى إلى وسيلة حيوية بيد الشباب السوري للتعبير عن الذات، ولمواجهة التحديات الاجتماعية والسياسية، ولرفع مستوى الوعي المجتمعي.
من أبرز اليوتيوبر في صناعة المحتوى “عمار دبا” الذي ينقل عبر فيديوهاته الحياة اليومية في سوريا، خاصة في مناطق الصراع، ويعتمد على أسلوب تصوير بسيط وإنساني، محتواه لا يتضمن خطاباً سياسياً مباشراً، لكنه يحاول إيصال رسائل عميقة عن الصراع، الصمود، والفقر.
أما “عمرو مسكون” فهو صانع محتوى سوري اشتهر بشكل خاص عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة “يوتيوب”، “إنستغرام” من خلال مقاطع الفيديو الكوميدية التي يجسد فيها شخصيات مختلفة، أبرزها “أم سوزان” و”سوزان”.
يتميز عمرو بموهبته في تغيير نبرات صوته، وأسلوب تمثيله السريع، وقدرته على محاكاة المواقف العائلية والاجتماعية بطريقة تجذب الجمهور من مختلف الأعمار.
تحول بعض صناع المحتوى من مجرد فاعلين في مجال الترفيه إلى مؤثرين في الرأي العام، يساهمون في تشكيل الوعي، وطرح قضايا حساسة مثل الفقر، الحرب، والتعليم.
كما أسهموا في تعزيز الإحساس بالهوية والانتماء الوطني والثقافي، وفتحوا أبواباً للنقاش والتغيير.
صناعة المحتوى الرقمي ليست مجرد وسيلة للتسلية، بل أصبحت منبراً حقيقياً للتعبير والتمكين لدى الشباب السوري.
ومن خلال هذه الأداة، بات بإمكانهم تجاوز الحواجز التقليدية وطرح قضاياهم بطريقة تفاعلية ومؤثرة، ما أسهم في خلق وعي جديد ومجتمع رقمي أكثر حيوية وتواصلاً.
Facebook
Twitter
YouTube
TikTok
Telegram
Instagram