السبت 21 يونيو 2025
مادة إعلانية

فتاة سحلول – يلا سوريا

أعلنت وزارة الداخلية السورية عن إلقاء القبض على المجرم وسيم الأسد، أحد أبرز المتورطين في تجارة المخدرات والأنشطة الإجرامية خلال سنوات النظام البائد، وذلك في إطار عملية أمنية محكمة نفذتها الأجهزة المختصة.

تفاصيل العملية الأمنية

وبحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية، فقد تمكن جهاز الاستخبارات العامة، بالتعاون الوثيق مع إحدى فرق إدارة المهام الخاصة، من استدراج وسيم الأسد عبر كمين مُتقن في ريف مدينة تلكلخ بمحافظة حمص، وذلك بعد أسابيع من التحريات الدقيقة والمراقبة السرية.

حيث أسفرت العملية عن القبض عليه دون مقاومة، وتمّت مصادرة عدد من الأدلة التي تعزز الاتهامات الموجهة إليه، ومن بينها وثائق إلكترونية ومبالغ مالية كبيرة يُعتقد أنها من عائدات تهريب المخدرات.

الملف الجنائي لوسيم الأسد

وسيم الأسد، وهو من أبناء عمومة الرئيس المخلوع بشار الأسد، عُرف بتورطه في ملفات حساسة تشمل:

قيادة شبكة لتهريب وتوزيع مادة الكبتاغون في الداخل السوري ودول الجوار.
المشاركة في عمليات غسل أموال وتمويل مجموعات شبه عسكرية تابعة للنظام السابق.
التورط في جرائم قتل وتصفيات داخلية تتعلق بصراعات النفوذ على تجارة المخدرات.
الاستفادة من الغطاء العائلي والسياسي لتوسيع نشاطاته في مناطق سيطرة الفرقة الرابعة والأجهزة الأمنية.

وتشير مصادر محلية إلى أن وسيم كان يُعد بمثابة “العقل الميداني” لشبكات التهريب النشطة في الساحل السوري وريف حمص، على ارتباط وثيق بشخصيات نافذة كانت تؤمّن له الحماية سابقًا.

سوريا والكبتاغون

تحوّلت سوريا على مدار الأعوام الماضية إلى ما يُعرف بـ”دولة الكبتاغون”، إذ أصبحت المصدر الأول لهذه المادة المخدرة في الشرق الأوسط، وسط اتهامات دولية بضلوع مسؤولين كبار، من ضمنهم أفراد من عائلة الأسد، في إدارة وتسهيل هذه التجارة.

ووفق تقارير أممية، بلغت قيمة صادرات الكبتاغون السوري في عام 2023 أكثر من 10 مليارات دولار، ما يفوق مجمل صادرات الدولة القانونية. وقد دفعت هذه المعطيات بدول إقليمية وغربية إلى فرض عقوبات على شخصيات عسكرية وأمنية سوريّة، كان يُشتبه بارتباط وسيم الأسد بها.

العدالة تأخذ مجراها

وأكدت وزارة الداخلية، في ختام بيانها، أن عملية القبض على وسيم الأسد تعكس إصرار الدولة السورية على تفكيك بنية الجريمة المنظمة وملاحقة كل من تورّط في إفساد المجتمع، مهما كانت مكانته أو خلفيته.

ومن المتوقع أن يُعرض المتهم على القضاء خلال الأيام القليلة القادمة، وسط ترقّب لتداعيات هذه الخطوة على المشهد الأمني والسياسي في البلاد، خصوصًا في ظل تزايد الدعوات لمحاسبة المتورطين من داخل بنية النظام السابق.

إن اعتقال وسيم الأسد، بعد سنوات من النشاط الإجرامي المحمي سياسيًا، لا يُعد فقط انتصارًا أمنيًا، بل أيضًا رسالة قوية مفادها أن لا أحد فوق القانون، وأن مرحلة الإفلات من العقاب قد بدأت بالانهيار مع تغيّر المعادلات السياسية والأمنية في سوريا.