الأسواق لم ترتجف وترامب شكر ايران
يلا سوريا- بدر المنلا
أعلنت وسائل الإعلام عن ضربة صاروخية إيرانية باتجاه أهداف في دولة قطر، رُوّجت لها باعتبارها رداً على تصعيد سياسي أو عسكري.
وسائل الإعلام ضجت بالعناوين المثيرة، وتناقلت صور الانفجارات، وسط تحليلات عن “البداية الحقيقية لحرب كبرى”، غير أن الأسواق كانت تتحدث بلغة أخرى… أكثر بروداً، وصدقاً.
الأسواق لا تكذب… عندما تصمت في لحظات الصراخ
في أي هجوم صاروخي أو تصعيد عسكري غير محسوب، تشهد الأسواق ردّ فعل تلقائي يشبه النبضات العصبية:
-الذهب يقفز كملاذ آمن
-النفط يشتعل خوفاً على خطوط الإمداد
-الأسهم تتهاوى نتيجة الفزع من ركود أو تصعيد
-الدولار والفرنك السويسري يرتفعان باعتبارهما عملات آمنة
لكن هذه المرة، حدث العكس:
-الذهب لم يتحرك
-النفط تراجع قليلاً
-الأسهم ارتفعت
-العملات الآمنة لم تُظهر قلقاً
هذا السلوك لا يعكس حالة رعب أو ترقب لحرب، بل يعكس قراءة استخباراتية للأسواق تقول: لا خطر حقيقي، لا تصعيد خارج السيطرة.
لماذا لم تهرب الأسواق؟
لأن كبار المستثمرين والبنوك الكبرى لا يتصرفون بناءً على الصور أو التصريحات النارية، هؤلاء لديهم غرف عمليات ومصادر استخباراتية وارتباطات دبلوماسية تفوق وسائل الإعلام، يعرفون بدقة إن كان المشهد مجرد “مسرحية محسوبة” ضمن قواعد اشتباك آمن، أو بداية فوضى عسكرية.
وحين لم تهرب هذه المؤسسات من الأسواق، فاعلم أن ما حدث لم يكن سوى رسالة سياسية ذات طابع إعلامي.
ترامب يؤكد الرواية…
زاد من وضوح هذه القراءة تصريح لافت أدلى به الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عقب الضربة الصاروخية، قال فيه: “أود أن أشكر إيران على إبلاغنا المسبق، ما سمح بعدم وقوع أي ضحايا”.
وضاف أن: “13 صاروخاً من أصل 14 تم إسقاطها قبل أن تصل أهدافها”.
هذا يعني أمرين:
1_إيران أبلغت مسبقاً عن الضربة، ما يعني أن الأمر كان منسقاً خلف الستار.
2_لم تكن هناك نية لإيقاع ضحايا أو إحداث دمار فعلي، بل كانت رسالة “نارية بدون نار”.
مما سبق يتضح أن الحلقة الأخيرة من حرب الاثني عشر يومًا لم تكن سوى كوميديا لم تؤثر في المتابع والمشاهد سوى أن زادته ضحكًا وسخرية على بضعة صواريخ لم تحدث ضجة سوى بين أنصار إيران دون غيرهم.
Facebook
Twitter
YouTube
TikTok
Telegram
Instagram