اللاذقية تحترق.. دول الجوار تؤازر، “يلا سوريا” تتضامن مع الحدث
يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور
تتواصل منذ أيام في ريف اللاذقية بسوريا حرائق واسعة النطاق تسببت في خسائر كبيرة بالغابات وهددت منازل المدنيين، في واحدة من أخطر الكوارث البيئية التي تشهدها المنطقة خلال السنوات الأخيرة.
وسط هذه الأزمة، برزت مواقف إقليمية متضامنة، وتحركات شعبية داعمة لفرق الإطفاء التي تكافح النيران وسط ظروف بالغة الصعوبة.
امتداد واسع وخطر متصاعد:
بدأت الحرائق في عدة مواقع متفرقة بريف اللاذقية، أبرزها قرى دمسرخو، شلف، سفوبين، والعمرونية، وامتدت خلال أربعة أيام بسبب الرياح الشديدة وارتفاع درجات الحرارة. فرق الدفاع المدني السوري والقبعات البيضاء واصلت العمل دون انقطاع رغم وعورة التضاريس وخطر الألغام ومخلفات الحرب.
وأعلنت وزارة الطوارئ السورية عن تشكيل غرفة عمليات ميدانية تضم منظمات محلية للمساعدة في احتواء الحرائق، خاصة مع ازدياد رقعتها بشكل غير مسبوق.
استجابة إقليمية عاجلة:
أكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح أن الأردن أبدت استعدادها الكامل لإرسال فريق بري متخصص وطائرات إطفاء، وذلك بعد تنسيق رسمي مع وزارة الخارجية السورية، وشكر الصالح الشعب الأردني على “موقفه الأخوي النبيل”، مشيراً إلى أن الطواقم الأردنية بدأت بالفعل المشاركة الميدانية في إخماد النيران.
كما أجرى الصالح اتصالاً هاتفياً مع وزير الزراعة والغابات التركي إبراهيم يوماقلي، وتم الاتفاق على زيادة عدد فرق الإطفاء والطائرات التركية وبدأوا منذ صباح الأحد 6 تموز، بما لا يخل بجاهزية الطواقم التركية داخل أراضيهم.
ووجه الوزير السوري تعازيه الرسمية إلى الحكومة التركية باستشهاد اثنين من رجال الإطفاء خلال محاولتهم السيطرة على حرائق مشابهة في مدينة إزمير.
تقدير للجهود وتضامن شعبي:
تداول ناشطون صوراً ومقاطع تظهر رجال الإطفاء يعملون ليلاً ونهاراً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الغابات والمنازل. وكتب أحد المدونين: “رجال الظل هم أبطالنا الحقيقيون في هذه المحنة”.
وفي مشهد لافت، نظم فريق “يلا سوريا” التطوعي في حمص وقفة تضامنية، مساء السبت، دعماً لرجال الدفاع المدني في الساحل، رافعين لافتات تشيد بصمودهم وتدعو لحمايتهم وتوفير الدعم الكامل لهم.
في المقابل، تصاعدت الشبهات حول أسباب اندلاع هذه الحرائق، حيث أشار بعض الأهالي والناشطين إلى احتمال وجود جهات مفتعلة تقف خلف الحرائق، إما لأغراض تجارية كتجارة الفحم أو بهدف خلق فوضى أمنية. ودعا الدفاع المدني السوري المواطنين للإبلاغ عن أي نشاط مريب.
في ظل استمرار النيران ومخاطرها على السكان والغابات، تبقى الاستجابة المحلية والدولية ركيزة أساسية لاحتواء الكارثة. وبينما تتكاثف جهود الإطفاء، يبرز التضامن الشعبي كرسالة أمل وإصرار، تؤكد أن إنقاذ الطبيعة مسؤولية الجميع في وجه هذا التحدي المتفاقم.
Facebook
Twitter
YouTube
TikTok
Telegram
Instagram