مشاهد مقلقة في المشفى الوطني بحمص…
يلا سوريا- بدر المنلا
وصل “أبو يامن” (اسم مستعار) إلى المشفى الوطني في حمص بحالة إسعافية لطفل يبلغ من العمر 12 عاماً يوم 11 آب الساعة 12:50 تقريباً، والمكان يُفترض أن يكون في حالة جاهزية لاستقبال أي طارئ، إلا أن ما شاهده كان صادماً، على حد وصفه.
تأخير في المعاينة
عند وصوله إلى غرفة المعاينة، لم يكن الطبيب المناوب موجوداً، واضطر إلى الانتظار، في حين كانت هناك حالة أخرى قبله تنتظر منذ نحو ربع ساعة.
هذا التأخير في قسم الطوارئ يثير تساؤلات حول آلية العمل وضمان سرعة الاستجابة في الحالات الحرجة.
ممارسات غير مهنية
يضيف “أبو يامن” أن إحدى الممرضات كانت تتناول طعامها بين المرضى، وهو أمر من حق أي عامل صحي القيام به، لكنه يجب أن يتم في وقت الاستراحة أو في غرفة مخصصة، مع وجود بديل لضمان استمرار الخدمة الطبية دون انقطاع.
نظافة متدنية… ومشهد غير مقبول
الوضع من حيث النظافة كان – بحسب الشاهد – “سيئاً جداً”، إذ وُجدت بقع دماء وقطع شاش ملقاة على الأرض، بينما كانت سلات القمامة ممتلئة وغير مغطاة، في مخالفة واضحة لأبسط شروط السلامة ومكافحة العدوى داخل المستشفيات.
وعندما واجه الطبيب المناوب بهذه المشاهد، جاء رده: “هذا الموجود”، مضيفاً بلهجة ساخرة عند الحديث عن التصوير: “خذ الصورة للذكرى”.
ليست قضية شخص… بل قضية منظومة
يشدد “أبو يامن” على أنه لا يرغب في ذكر اسم الطبيب أو استهداف أي فرد بعينه، بل يهدف إلى تسليط الضوء على واقع بعض المشافي العامة، وعلى الحاجة الملحة لتطوير المنظومة الصحية بأكملها.
لسنا بصدد المطالبة بمستشفيات عالمية المستوى في بلد يعيد بناء نفسه من الصفر، لكن هناك خطوطاً أساسية لا يمكن تجاوزها، وأهمها النظافة في المرافق الصحية، فهي ليست رفاهية، بل ضرورة لحماية المرضى ومنع انتشار العدوى.
مشاهد كهذه تستوجب وقفة جادة من الجهات المعنية، فالصحة العامة تبدأ من نظافة المستشفى قبل أي إجراء طبي.
Facebook
Twitter
YouTube
TikTok
Telegram
Instagram