الخميس 19 يونيو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور

قُتل العميد مهدي ربّاني، نائب رئيس هيئة الأركان الإيرانية لشؤون العمليات، في غارة جوية إسرائيلية على مواقع عسكرية في طهران.

وشكّل مقتله ضربة مباشرة للبنية العسكرية التي استخدمتها إيران لترسيخ تدخلها في سوريا ودعم نظام الأسد في مواجهة الثورة.

إشراف مباشر على المليشيات الطائفية

قاد ربّاني الملف السوري داخل القيادة الإيرانية، وكان مسؤولًا عن نشر وتمويل وتوجيه مليشيات “فاطميون” و”زينبيون” و”حزب الله”، التي ارتكبت انتهاكات واسعة بحق المدنيين.

وعمل على دمج هذه القوى ضمن شبكة عسكرية واحدة تتحرّك بأوامر إيرانية لحماية النظام السوري وقمع أي معارضة ضده.

وتحكّم بالقرار العسكري السوري حيث أدار ربّاني التنسيق مع الأجهزة الأمنية للنظام، وفرض نفسه كضابط ارتباط إيراني يتحكّم بإعادة هيكلة جيش النظام بعد سنوات الاستنزاف.

وأدخل معدات تجسس وحرب إلكترونية، واستولى فعليًا على القرار العسكري في مناطق واسعة، خاصة في دير الزور، البوكمال، والتيفور.

خنق المدن ودعم التهجير
ركّز ربّاني على دعم النظام في حملات الحصار والقصف، وساهم في تخطيط عمليات تهجير قسري ضد السكان في مناطق مثل الغوطة الشرقية، حلب، ودرعا.

وكانت خططه تهدف لفرض واقع ديمغرافي جديد يخدم المشروع الإيراني طويل الأمد في سوريا.

من هو مهدي ربّاني؟

وُلد مهدي ربّاني في إيران، وتدرّج داخل الحرس الثوري منذ الحرب الإيرانية العراقية، ليُعرف بذكائه الميداني وصلابته العقائدية.

ولم يكن مجرد قائد عسكري بل شخصية مؤدلجة، آمن باستخدام القوة ضد أي تهديد لمصالح طهران، وسخّر خبراته لتثبيت أذرع إيران في الدول العربية.

وكان رجل المهمات القذرة، ممن يعملون بصمت خلف الستار، لكن بفعالية قاتلة.

تصفية قيادي يشكّل فراغًا استثنائيًا
خلّف مقتل ربّاني فراغًا حقيقيًا في إدارة العمليات الخارجية، خصوصًا في سوريا والعراق، حيث اعتمدت طهران على خبرته في التنسيق والسيطرة. ورغم تهديدات إيران بالرد، إلا أن مقتله شكّل ارتباكًا واضحًا في هرم القيادة، وقد يؤدي إلى إعادة تموضع استراتيجي في بعض الجبهات.

وتلقّى العديد من السوريين خبر مقتله بارتياح، واعتبروه “قصاصًا ولو جزئيًا” لأحد أبرز العقول التي ساعدت في تدمير مدنهم وتشريد أهلهم. وكتب ناشط على وسائل التواصل: “مهندس الاحتلال الإيراني سقط، والعدالة قد تتأخر لكنها لا تموت.