أمجد يوسف ومجزرة التضامن: اسمان يشهدان على وحشية النظام البائد
يلا سوريا _ رنيم سيد سليمان
نفّذ “أمجد يوسف” مجزرة التضامن في السادس عشر من نيسان عام 2013، حين أقدم، بصفته ضابطًا في فرع الأمن العسكري 227 بدمشق، على إعدام العشرات من المدنيين العزّل وهم معصوبو الأعين ومكبّلو الأيدي، ثم قام بإلقائهم في حفرة مسبقة التجهيز وإحراق جثثهم بدمٍ بارد.
هذا المشهد المرعب وثّقته عدسات كاميرات النظام البائد نفسه، التي تعكس الوحشية المفرطة التي مارسها يوسف ومجموعته من التعذيب والقتل في تلك المؤسسة الإجرامية.
مجازره الأخرى في مناطق متفرقة
شارك أمجد يوسف في مجازر أخرى لم تُغطَّ بنفس الشهرة، في مناطق مثل القدم والحجر الأسود، حيث قُتل المئات من المدنيين تحت التعذيب أو بالقتل الميداني، كما تميزت هذه المجازر بالعنف الوحشي و “التطهير الطائفي”، وعمليات الاعتقال القسري والاختفاء القسري، التي أدت إلى معاناة لا توصف لسكان تلك المناطق.
دوره في النظام وترقيته العسكرية
تدرّب يوسف في أكاديمية الاستخبارات العسكرية عام 2004، ثم ترقى ليصبح نائب رئيس فرع 227 في الاستخبارات العسكرية بدمشق، وهناك، أشرف على فرق الإعدام والاعتقالات والتعذيب، مما جعله أحد أهم رموز القمع الوحشي للنظام السوري البائد.
وكان يوسف معروفًا بتوثيقه الشخصي لجرائمه، ما ساهم في كشف الكثير من أفعاله بعد تسريب فيديوهات ومعلومات من داخل نظام الأسد الساقط.
كشف الجرائم والتحقيقات الدولية
تم تسريب 27 فيديو من جهاز كمبيوتر للاستخبارات العسكرية عام 2022، كشفت مجزرة التضامن والجرائم المرتبطة بها بقيادة يوسف، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه في مارس 2023، ومنحت عدة دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا وهولندا تحقيقات تصنف جرائمه كجرائم حرب وجنايات ضد الإنسانية.
ورغم اعتقال النظام السوري في 2025 لثلاثة من شركائه في تنفيذ هذه المجازر، لا يزال يوسف هاربًا،، ويرجح أنه بقي حتى أواخر 2023 في قاعدة كفر سوسة قرب دمشق.
الهروب ومطالبة العدالة الدولية
هرب أمجد يوسف قبل تحرير سوريا في كانون الأول 2024، مستغلاً حالة الفوضى والضعف التي رافقت نهاية النظام البائد في العاصمة، لكن هروبه لن يُخفي دماء الضحايا ولا الجرائم التي ارتكبها، على المجتمع الدولي والهيئات القضائية أن تتصدى له وتلاحقه أينما كان، فلا مكان للإفلات من العدالة.
يجب أن نطالب بمحاسبته أينما وجد، من قبل السلطات الدولية وكل الجهات المختصة، هل سيُترك أمجد يوسف يفلت من العقاب، أم أن العدالة الدولية ستنتصر لتُعيد الحق لأرواح الضحايا الذين أزهقت في مجازره؟ هل ستتحرك الجهات المختصة، أم ستظل الجرائم تُدفن في زوايا النسيان؟
Facebook
Twitter
YouTube
TikTok
Telegram
Instagram