توتر أمني واشتباكات ومطالب بفرض سيطرة الدولة، ماذا يحدث في السويداء؟
يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور
تصدر التوتر الأمني المشهد في محافظة السويداء جنوبي سوريا، بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة خارجة عن القانون وأخرى من العشائر البدوية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصًا وإصابة نحو 100 آخرين، بينهم 6 عناصر من الجيش والشرطة السورية، حسب وزارة الدفاع.
وجاء التصعيد عقب حادثة سلب طالت السائق فضل الله دوارة أثناء عودته إلى السويداء في شاحنته المحمّلة بالخضار، حيث تعرض للخطف والتعذيب وسرقة أمواله، وسط شتائم طائفية، وفق ما أكدته مصادر محلية.
وردًا على ذلك، اندلعت عمليات خطف متبادل بين الطرفين، سرعان ما تطورت إلى اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وأعلنت وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة الدفاع نشر وحدات من الجيش وقوى الأمن في محيط بلدة تعارة وقرى ريف السويداء الغربي، مؤكدة بدء تدخل مباشر لفض الاشتباكات وتأمين ممرات آمنة للمدنيين، وملاحقة المسؤولين عن الأحداث وتحويلهم إلى القضاء.
وكشفت شبكة “السويداء 24”، أن الاشتباكات امتدت إلى قرى الطيرة، لبين، حران، المقوس، سميع، والمزرعة، وتخللها قصف بقذائف الهاون وإحراق منازل، ما أدى إلى نزوح واسع للسكان نحو مناطق أكثر أمانًا.
واستهدفت مجموعات مسلحة حاجز الصورة الكبيرة التابع للأمن الداخلي، وتم قطع الطريق بين دمشق والسويداء.
وفي المقابل، أفرجت الفصائل المحلية عن جميع المختطفين من أبناء العشائر مساء الأحد، بوساطة محلية قادها الشيخ حكمت الهجري والشيخ يوسف جربوع، في محاولة لاحتواء التوتر ووقف نزيف الدماء.
وأكد وزير الداخلية أنس الخطاب أن غياب مؤسسات الدولة – خاصة الأمنية والعسكرية – هو السبب الرئيس في انفلات الأوضاع، مشددًا على ضرورة فرض هيبة الدولة وتفعيل دور المؤسسات لضمان الأمن والاستقرار.
ومن جانبه، حمّل الناطق باسم الداخلية “التيار الانعزالي” في السويداء مسؤولية تأجيج التوتر، مشددًا على أن السلم الأهلي لن يتحقق دون عودة سلطة القانون.
وأعربت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز عن رفضها القاطع للعنف، داعية لضبط النفس والحفاظ على وحدة الصف، فيما حذّر ناشطون من تكرار سيناريو الفتنة الطائفية كما حدث سابقًا في الساحل السوري، وفق تعبيرها.
وتقع السويداء على بُعد 100 كيلومتر فقط من دمشق، قرب الحدود الأردنية، ويخشى مراقبون من أن تؤدي حالة الفوضى واستمرار انتشار السلاح خارج سلطة الدولة إلى فراغ أمني خطير يهدد المنطقة ككل، ويُعطّل مسار المصالحة الوطنية في سوريا.
Facebook
Twitter
YouTube
TikTok
Telegram
Instagram