الجمعة 15 أغسطس 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا- بدر المنلا

عُقد في مدينة حمص مساء أمس الأربعاء مؤتمر “أربعاء حمص” في قصر جوليا بالمدينة القديمة، بحضور وزراء ومحافظين ومديري مؤسسات حكومية وممثلين عن المجتمع المدني والعسكري، إضافة إلى فعاليات تجارية وشعبية ودينية وإعلامية.

ونجح المؤتمر، الذي أطلقه “فريق ملهم التطوعي”، بجمع تبرعات تجاوزت 13 مليون دولار من متبرعين داخل سوريا وخارجها، ستخصص لدعم قطاعات التعليم والصحة والبنى التحتية، بما في ذلك إعادة إعمار المدارس، حفر وصيانة الآبار، وإعادة تأهيل المشافي.

دعم حكومي واسع للمبادرة

أكد وزير الثقافة محمد ياسين صالح أن المبادرة تمثل مشروعاً ثقافياً متكاملاً، وترجمة عملية للأفكار إلى أفعال، مشيراً إلى أن الحضور الواسع دليل على أن الثقافة تمس كل المرافق الحكومية، ومؤكداً دعم الوزارة للمشروع وللمبادرات المشابهة في المحافظات الأخرى.

من جانبه، أوضح وزير الصحة الدكتور مصعب العلي أن قطاع الصحة في حمص يضم حالياً 18 مشفى، بينها 5 خارج الخدمة، و219 مركزاً صحياً، 31 منها متوقف، مشيراً إلى إعادة أكثر من 20 مركزاً للعمل، وإدخال خدمات وعمليات نوعية جديدة.

وكشف العلي عن اتفاقيات مرتقبة لتزويد مشفى حمص الكبير بأجهزة حديثة، بينها غرف عمليات، وأجهزة غسيل كلى، ومخبر متطور.

ولفت وزير السياحة مازن الصالحاني، إلى أن حمص كانت سابقاً مجرد “منطقة عبور”، مشدداً على العمل حالياً لتحويلها إلى وجهة سياحية من خلال إعادة إحياء معالمها التاريخية وبناء وتطوير الفنادق بالتعاون مع المجتمع المحلي.

وفي الشأن التربوي، أشار وزير التربية الدكتور محمد عبد الرحمن تركو إلى أن المدينة تضم 1561 مدرسة، منها 317 خارج الخدمة، مؤكداً انطلاق حملة وطنية بعنوان “أعيدوا لي مدرستي” بداية الأسبوع المقبل، بهدف إعادة إعمار المدارس بمشاركة منظمات دولية ومجتمعية.

كما أعرب وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح عن سعادته بالعودة إلى حمص، التي وصفها بـ”مدينة الذكريات وآمال المستقبل”، فيما تحدث قائد الفرقة 52 العميد هيثم العلي عن دور حمص في معركة التحرير، والتنسيق الميداني لمعركة “ردع العدوان” التي مهدت لسقوط النظام السابق.

فعاليات ورسائل إنسانية

تضمن برنامج المؤتمر عرض فيلم تعريفي بمبادرة “أربعاء حمص”، تلاه أداء نشيد “موطني”، وعروض فيديو وثّقت حجم الدمار الذي طال المياه والمدارس والمرافق الخدمية، مسلطة الضوء على أهمية الدعم المادي لإعادة الإعمار.

محافظ حمص شدد خلال كلمته على أن المؤتمر يمثل منصة عملية لجذب الدعم وتنفيذ مشاريع تمس حياة المواطن، مؤكداً أن هذه الجهود ستسهم في تعزيز استقرار المدينة وتسريع تعافيها.

بهذه الحصيلة المالية الكبيرة، يفتح مؤتمر “أربعاء حمص” نافذة أمل جديدة أمام سكان المدينة، نحو مرحلة إعادة البناء وترميم ما دمرته الحرب، على أمل أن تتحول هذه التعهدات إلى مشاريع ملموسة على الأرض.