الجمعة 15 أغسطس 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور

تشهد عدة محافظات سورية منذ مطلع الأسبوع موجة حرائق حراجية وزراعية امتدت من مناطق الساحل إلى بعض الأرياف الداخلية، ما دفع السلطات إلى إعلان استنفار شامل لمواجهة النيران والحد من انتشارها.

وتتعامل فرق الدفاع المدني وأفواج الإطفاء حالياً مع نحو ثلاثين حريقاً على مستوى البلاد، بينها عشرة في ريفي اللاذقية وطرطوس، وتمكّنت من السيطرة الكاملة على ستة حرائق في الشحرورة والسلورة بجبل التركمان، إضافة إلى مشتى الحلو والعنازة ودريكيش بطرطوس، ومنطقة الحواش في ريف حمص الغربي.

وتدخل الطيران المروحي التابع لوزارة الدفاع صباح الخميس 14 آب، لمساندة الفرق الأرضية، خصوصاً في ريف حماة، حيث نُفّذت عمليات إخماد جوية فوق محاور قرية عناب والمناطق المجاورة، الأمر الذي ساهم في تقليص نطاق انتشار اللهب في بعض المواقع.

وتواجه فرق الإطفاء صعوبات ميدانية كبيرة في التعامل مع الحرائق المندلعة في رأس الشعرة وعناب وفقرو وطريق بيت ياشوط بريف حماة، وكذلك في اليمضية بجبل التركمان ودير ماما قرب الحفة في ريف اللاذقية، حيث تزيد التضاريس الوعرة وارتفاع درجات الحرارة وسرعة الرياح من تعقيد المهمة، فضلاً عن انفجار ألغام في منطقة عناب سرّع من اتساع رقعة النيران.

ويركّز الدفاع المدني في محافظة حماة، وفق ما أكده مديره محمد أبو عيسى، على عزل مناطق النيران وحماية المنازل والأراضي الزراعية، مع استمرار التنسيق مع وزارتي الزراعة والطوارئ، واستقدام دعم إضافي من محافظات أخرى لتعزيز جهود الإطفاء.

ووجه وزير الداخلية أنس خطاب كوادر وزارته في اللاذقية وحماة لتأمين احتياجات الأهالي ودعم الفرق الميدانية، مؤكداً أن الوزارة تتابع التطورات عن كثب ضمن خطة الاستجابة المسبقة لفصل الصيف.

وسجلت الإحصاءات الرسمية أكثر من أربعة آلاف حريق خلال الأشهر الثلاثة الماضية، منها ما يزيد على ألفي حريق في أراضٍ حراجية وزراعية، ما يبرز خطورة الظاهرة على الغطاء النباتي والتوازن البيئي، ويؤكد ضرورة تكثيف إجراءات الوقاية وتطوير خطط الاستجابة المبكرة.

وتبقى الجهود الميدانية متواصلة في مختلف المواقع المشتعلة، بانتظار أن تحمل الساعات القادمة انفراجاً يوقف تمدد النيران ويعيد الهدوء إلى القرى والمناطق الجبلية، في وقت يترقب فيه السكان نتائج هذا الاستنفار الكبير على الأرض وفي الجو.