السبت 14 يونيو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا _ رنيم سيد سليمان

شهدت محافظة حمص خلال أيام عيد الأضحى المبارك نشاطاً مكثفاً لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، في إطار حرصها على تعزيز الرقابة التموينية وضمان التزام الفعاليات التجارية بالقوانين الناظمة.

وعملت المديرية على تنظيم ومتابعة آلية العمل الرقابي والخدمي بشكل يتناسب مع خصوصية المناسبة، التي تشهد عادةً ارتفاعاً في الحركة التجارية وزيادة في الطلب على المواد الغذائية والخدمية، لا سيما في الأسواق والمطاعم ومحلات بيع اللحوم والمخابز، إضافة إلى نشاط ملحوظ في المرافق الترفيهية.

وكشفت الجولات الميدانية عن وجود عدد من المخالفات التي تتطلب المزيد من التشدد في الرقابة والالتزام من قبل بعض الفعاليات التجارية.

حيث تم تسيير دوريات مكثفة شملت المدينة والريف، ركّزت على المخابز التي تم فيها ضبط حالات نقص في وزن ربطة الخبز التمويني وسوء في صناعة الرغيف، كما تم ضبط مخالفات تتعلق بعدم التقيد بالشروط الصحية في بعض المحال، بالإضافة إلى حيازة وعرض مواد منتهية الصلاحية ومفرقعات وألعاب نارية مخالفة.

ونظّمت المديرية 21 ضبطاً عدلياً شملت هذه المخالفات، وأكدت أنها ستتابع اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين للحد من تكرار هذه التجاوزات.

من جهة أخرى، تفاعلت المديرية مع شكاوى المواطنين خلال فترة العيد، حيث ورد إليها ثلاث شكاوى تم معالجتها بشكل مباشر وفق الأصول القانونية، ما يعكس حرصها على التفاعل السريع مع قضايا المواطنين وتعزيز ثقتهم بمؤسسات الدولة.

وفي سياق متابعة شؤون الذبح خلال أيام العيد، أُجريت عمليات ذبح الأضاحي في المسلخ البلدي بشكل منظم وتحت إشراف بيطري وصحي، حيث تم ذبح 66 عجلاً و6 إناث أبقار و3 إناث عواس، بالإضافة إلى 350 رأس غنم قامت منظمة “الأيادي البيضاء” بذبحها في إطار مبادراتها الخيرية، وقد تم ترحيل المخلفات الناتجة عن الذبح بطريقة أصولية، بما يضمن النظافة العامة والحفاظ على البيئة.

وأكدت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حمص استمرارها في العمل الجاد والتنسيق مع الجهات المعنية لحماية المستهلك والحفاظ على الصحة والسلامة العامة، مثمّنة التعاون الذي أبداه المواطنون والجهات الخدمية خلال العيد.

وختاماً، تقدمت المديرية بأطيب التمنيات لأهالي حمص بعيد سعيد، ودعت الجميع إلى المزيد من الوعي والالتزام بما فيه خير المجتمع وسلامته.

اقرأ المزيد

يلا سوريا – بدر المنلا

شهد شارع “الخراب” في مدينة حمص في ساعة متأخرة من ليل أمس الأربعاء حادث سير كاد أن يتحول إلى مأساة، بعد أن فقد سائق مركبة خاصة السيطرة على سيارته واصطدم ببسطة طعام شعبية.

وعلى الرغم من أن الحادث لم يسفر عن إصابات بشرية، إلا أن المفاجأة كانت فيما تم العثور عليه داخل المركبة من مواد محظورة، ما فتح باب التحقيق في ملابسات القضية.

تفاصيل الحادث:

في تصريح خاص لـ”يلا سوريا”، قال أحمد أبو سمير من فرع المباحث الجنائية في حمص، إنه “في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وردنا بلاغ من الأمن العام حول وقوع حادث مروري في شارع الخراب، وبتوجيهات من السيد رئيس الفرع وعلى الفور توجهنا إلى موقع الحادث، فتبين وجود سيارة متضررة بشكل كبير من الجهة الأمامية، وقد اصطدمت ببسطة مخصصة لبيع مناقيش الصاج”.

وأضاف أبو سمير: “تبين أن السائق فقد السيطرة على المركبة، ما أدى لانحرافها واصطدامها بالبسطـة، السائق لم يتعرض لأي إصابات واضحة، لكنه نُقل إلى المستشفى كإجراء احترازي للتأكد من سلامته الصحية”.

وتابع قائلاً: “عند تفتيش السيارة وتدقيق محتوياتها، عثرنا على مواد مخدرة بداخلها، شملت حبوباً وكمية من الحشيش بالإضافة إلى أوراق لف، ما استدعى فتح تحقيق فوري في القضية”.

شهادة صاحب البسطة:

عبد الرحمن الدسياوي، صاحب بسطة المناقيش التي تضررت بشكل كامل، روى تفاصيل اللحظات العصيبة قائلاً: “كنت أعمل بشكل طبيعي وفجأة لاحظت سيارة مسرعة تتمايل يميناً ويساراً في الطريق، عندها شعرت بالخطر وهربت مباشرة إلى مسافة آمنة، كما كان هناك شاب آخر بجانبي هرب سريعاً معي”.

وأضاف: “السيارة اصطدمت بالبسطة بقوة شديدة بسبب السرعة، وتناثرت الأدوات لمسافة تتراوح بين أربعة إلى خمسة أمتار، والحمد لله أن الأضرار اقتصرت على الجانب المادي”.

وأكد الدسياوي أن والد السائق أبدى استعداده لتحمّل تكاليف الأضرارل وتعويض الخسائر التي لحقت به جراء الحادث.

هذا الحادث، الذي كاد أن يتحول إلى مأساة يُعيد تسليط الضوء على خطورة القيادة بسرعة مفرطة، كما يبرز مجدداً العواقب الوخيمة لتعاطي المواد المخدرة، التي لا تقتصر على الأذى الشخصي بل قد تمتد لتطال حياة أبرياء.

وتناشد الجهات المعنية جميع السائقين بضرورة الالتزام بقواعد السلامة المرورية، وتجنب أي تصرفات تعرضهم وتعرض الآخرين للخطر، فثوانٍ من التهور قد تخلّف آثاراً لا تُمحى.

اقرأ المزيد

يلا سوريا- بدر المنلا

أثار المؤتمر الصحفي الأخير للجنة السلم الأهلي في دمشق جدلاً واسعاً، بعد إعلانها منح “الأمان” للقيادي السابق في قوات النظام فادي صقر، والإفراج عن عدد من الضباط العسكريين الموقوفين، ما دفع محامين في محافظة حمص إلى توجيه انتقادات حادة، واعتبار ما جرى “تجاوزاً خطيراً لمبادئ العدالة الانتقالية وانتهاكاً لحقوق الضحايا”.

وفي بيان رسمي، قالت لجنة العدالة الانتقالية والدفاع عن حقوق الإنسان في فرع نقابة المحامين بحمص، إنّ لجنة السلم الأهلي ارتكبت “خرقاً دستورياً” من خلال إعفاء شخصيات متهمة بانتهاكات جسيمة من المساءلة، معتبرة أن هذه الخطوة تشكل “صك عفو وغفران” وتغفل الحقوق القانونية للضحايا وأولياء الدم.

انتقادات لمؤتمر صحفي أثار غضب الشارع الحقوقي

كان المتحدث باسم لجنة السلم الأهلي، حسن صوفان، قد أعلن خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الثلاثاء في وزارة الإعلام، أن الدولة السورية منحت “الأمان” لفادي صقر، وهو شخصية أمنية بارزة في السنوات الماضية، مشيراً إلى دور الأخير في “تفكيك العقد الاجتماعية وحل المشكلات المحلية”.

وأضاف صوفان أن عدداً من الضباط العاملين ممن سلموا أنفسهم في مناطق السخنة وعلى الحدود العراقية أُفرج عنهم بعد التحقق من عدم تورطهم في جرائم حرب، مؤكداً أنهم “لم يخضعوا لأي محاكمات لأن التحقيقات لم تثبت إدانتهم”.

إلا أن محامي حمص اعتبروا تصريحات صوفان “استفزازاً مباشراً” للضحايا، مشددين على أن “لا أحد يملك صلاحية إسقاط الحق العام أو العفو سوى السلطة القضائية، ولا يحق لأي لجنة سياسية أو أمنية تجاوز هذا الدور تحت أي ذريعة”.

انتهاك للدستور وتجاوز لاختصاصات القضاء

وأكد البيان أن ما حدث يتناقض بشكل صريح مع المادة 49 من الإعلان الدستوري، التي تشترط إنشاء هيئة متخصصة بالعدالة الانتقالية، تشرك الضحايا في آليات المحاسبة وجبر الضرر، وترتكز إلى مبدأ كشف الحقيقة ومحاسبة الجناة.

ورأى المحامون أن منح العفو دون محاكمات عادلة وشفافة “يشكل سابقة خطيرة تهدد ثقة المجتمع السوري في مسار العدالة الانتقالية”، وتنذر بتقويض أي فرصة مستقبلية لبناء دولة قانون تقوم على المحاسبة لا على التسويات الفوقية.

تحذير من إعادة إنتاج الاستبداد

وفي لهجة شديدة، رفض المحامون تبرير تلك الإجراءات تحت شعار “مصلحة الدولة”، معتبرين أن طي صفحة الجرائم دون الاعتراف بها ومساءلة مرتكبيها “لا يؤدي إلا إلى إعادة إنتاج الاستبداد ونسف فرص المصالحة الوطنية الحقيقية”.

ودعوا في بيانهم إلى العودة إلى المسار القانوني، والالتزام بإطار العدالة الانتقالية كما نصّت عليه الوثائق الدستورية والمواثيق الدولية، محذرين من أن “تحويل العدالة إلى مجرد تفاهمات سياسية، يفرغها من مضمونها، ويزرع بذور العنف مجدداً”.

صوفان: لسنا بديلاً عن القضاء.. لكننا نواجه لحظة استثنائية

شدد حسن صوفان على أن اللجنة لا تعتبر ما قامت به بديلاً عن مسار العدالة، موضحاً أن “الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد يفرض التعامل بمرونة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه”، حسب تعبيره.

وأضاف أن عمل اللجنة يسير بالتوازي مع اللجنة الوطنية للعدالة الانتقالية التي شُكّلت بمرسوم رئاسي، مؤكداً أن الخطوات المتخذة “مؤقتة ومرحلية” في سياق حماية الاستقرار.

ورغم محاولات التهدئة، فإن ردود الفعل الحقوقية تشير إلى تصاعد الغضب في الأوساط القانونية والمدنية، لا سيما في المدن التي شهدت أكبر الانتهاكات خلال السنوات الماضية، وفي طليعتها حمص، التي دفعت ثمناً باهظاً في سياق الصراع السوري.

اقرأ المزيد

يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور

تحررت حمص من قبضة النظام البائد في الثامن من كانون الأول، فسقطت أصنامه من الشوارع قبل أن تسقط من العقول.

أصبح هذا التاريخ نقطة تحوّل كبرى في وعي المدينة وهويتها البصرية فانطلقت بعده مرحلة جديدة، بدأت فيها الجدران تستعيد حريتها، كما استعاد الناس صوتهم المسلوب.

احتُكرت الجدران لسنوات طويلة لصور النظام البائد وشعارات تمجّد الأبدية فلم يكن مسموحًا لأي لون أن يتجاوز حدود المسموح وفرض النظام السابق سطوته على كل مساحة، حتى الجدار لم يُترك بلا رقابة وأصبحت الجداريات الرسمية أداة لترويج السلطة، لا لنبض الناس.

خُنق التعبير في زمن الخوف، فكان كل جدار شاهداً على القمع لا الحرية.

وغُيّبت الوجوه الحقيقية، فأصبح كل جدار يردّد ما تُمليه السلطة، ولم يكن لأحد أن يرسم شيئاً خارج تلك الأطر إلا ويدفع ثمنه اعتقالًا أو تهديدًا.

انبثقت الجداريات بعد التحرير كفعل مقاومة فنية واندفعت الفرق التطوعية إلى الشوارع تحمل الفرشاة بدل الشعارات الجاهزة، وأصبحت الجدران مرآة لكرامة مستعادة واختفت العبارات المعلّبة، وظهرت رسومات تعبّر عن الإنسان، عن الثورة، عن الأحلام المخبّأة خلف الركام.

وتجلّت أولى الرسائل في خريطة سوريا الملوّنة بعلم الثورة، وقد كُتب في وسطها: “سلام عليكم بما صبرتم”، كأنها تقول إن كل ما حصل لم يكن عبثًا، بل ثمرة لصبر طويل وأصبحت الجدران تنطق بما سُكت عنه عقودًا.

عَبّرت جدارية أخرى بكلماتها الشاعرية عن شوقٍ دفين:
“يا حارة العاصي إليك قد انتهى أملي، وأنت المُبتغى والمُنتهى، قلبي يرى المحاسن فيك كلّها، يا حمص يا أم الحجار السود”.

وأصبحت الكلمات بمثابة عهد جديد بين المدينة وأبنائها، بعد زمنٍ طُمست فيه المشاعر تحت أقدام الرعب.

رُسم نسر شامخ إلى جانبه ساعة حمص الجديدة، ودوِّنت عبارة:
“أتظن أنك قد طمست هويتي، ومحوت تاريخي ومعتقداتي؟ عبثًا تحاول، لا فناء لثائر، أنا كالقيامة ذات يوم آت”.

أصبحت الجدران تنطق بثقة، لا بخوف، وتُعلن استمرار الحلم مهما كانت التضحيات.

خُلّدت صورة الشهيد عبد الباسط الساروت في جدارية وبقربها الساعة الجديدة، إلى جانب عبارة:
“شهيدنا لا ما مات”.

أصبحت هذه الصورة مرآة لبطولة تتوارثها الأجيال، ورسالة أن الدم لا يُنسى إذا سُكِب لأجل وطن.

وفي جدارية لافتة، ظهر عنصر من الأمن العام يحتضن طفلًا، لتصبح الصورة رمزًا لتحوّل الدلالات بعد التحرير ولم تعد البزّة العسكرية حصرًا مرادفة للقمع، بل تجرّدت للحظة من سلطتها، لتكشف عن وجه إنساني كان مغيّبًا ورآها الناس مفارقة ناطقة، كأنها تقول إن ما كُبت طويلًا بدأ يظهر حتى من داخل رموز القوة السابقة.

انبثقت من ركام الحصار والدمار فنونٌ تعبّر عن الحياة، بعد أن كانت المدينة تتنفس الخوف فقط.

وأصبحت اليوم تتنفس حرية، كما كُتب على إحدى الجداريات بجانب قيودٍ مكسورة: “سوريا تتنفس حرية.”

لم تكن الجدران يوماً مجرّد إسمنتٍ مطلي، بل كانت وما تزال دفاتر مفتوحة لنبض الناس، بعد التحرير استعادت حمص صوتها، ورسم أبناؤها على حيطانها ما عجزوا عن قوله لسنوات ولكل لون حكاية، ولكل عبارة دمعة وذكرى وأمل وما كُتب على الجدران ليس فنّاً فحسب، بل وثيقة حيّة تُدوّن كيف وُلدت الحرية من رحم الخوف، وكيف نهضت المدينة من بين الركام لتقول للعالم: ما زلنا هنا، وما زال فينا متّسع للحلم.

اقرأ المزيد

يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور

أُقيم معرض خيري للألبسة المستعملة في كنيسة مار جاورجيوس بحي الحميدية في حمص، استمر على مدى ثلاثة أيام، وفتح أبوابه أمام العائلات الباحثة عن حلول بديلة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والمعرض حمل طابعًا إنسانيًا وعمليًا في آنٍ معًا، وكان ثمرة تعاون بين كاهن الكنيسة وفرقة سيدات ناشطة تعمل منذ سنوات في خدمة المجتمع.

وتحدث الأب ميخائيل رباحية، كاهن كنيسة مار جاورجيوس، عن خلفيات هذا المعرض، موضحًا:
“توجد لدينا فرقة سيدات، ونحن دائماً نجتمع ونسعى لتنظيم نشاط اجتماعي جميل ولاحظنا أن في بيوت كثيرين منا ألبسة لم نعد بحاجة لها، وهناك رغبة بالعطاء نحاول ترسيخها في أكثر من مناسبة قمنا بها.

“الجميل في الأمر أننا جميعاً متفقون على عدم التوزيع المجاني، لأن المجانية تُشعر وكأنك تتحنّن على الناس، وهذا أمر غير لائق”.

“عندما بدأنا، كان سعر القطعة 500 ليرة فقط، أما اليوم فأصبح بين 5000 إلى 10000 ليرة، وهذا لا يُعدّ رقماً كبيراً، لكن بمجرد أن الشخص يدفع، فإنه يشتري لأولاده بكرامة”.

“وطبعاً، السيدات على دراية كاملة بأنه حين يُلاحظ وجود شخص محتاج فعلاً، ولا يملك حتى 5000 ليرة، فإننا نقدّم له دون تردد”.

كل البضاعة المعروضة مغسولة ومكويّة، ومن قدّموا الثياب يعلمون أنها ستعود بعائد بسيط للكنيسة.
صحيح أن العائدات ليست كبيرة، لكنها تمثل نوعاً من العطاء المتبادل الذي قامت به السيدات، وتجاوب الناس معه وهكذا.. من خلال تعاونهم، يساعد الناس بعضهم بعضاً”.

وأوضحت المسؤولة عن التنظيم أن هذا المعرض ليس وليد اللحظة، بل هو ثمرة سنوات من العمل، وقالت:
“نحن هنا فرقة سيدات مار جاورجيوس، تأسسنا منذ عام 2014، وهذه الفرقة موجودة في حي الحميدية ونقوم بتنظيم المعارض بشكل دوري وسنوي، وهي معارض للألبسة المستعملة بأسعار زهيدة جداً لا تُعتبر أسعاراً فعلية.

نحن نستقبل الثياب، ونقوم بتجهيزها، وتنسيقها، ثم نعرضها للبيع بأسعار تتراوح بين 5000 إلى 10000 ليرة سورية. الهدف هو إيصال هذه الملابس لأكبر عدد ممكن من الناس غير القادرين على الشراء من الأسواق.

هذا الأمر فعلاً يُريح العائلات، خاصة مع وجود أقسام متنوعة “ولادي، نسائي، ورجالي”.

وأضافت المساعدة في التنظيم تفاصيل عن تفاعل المجتمع مع المعرض، قائلة: “معرض كنيسة مار جاورجيوس يُقام بشكل دوري، بين فترة وأخرى، وهو يعتمد على تقديمات الناس المحيطين وأهالي الكنيسة.

“الفكرة تقوم على أن من غير الصواب الاحتفاظ بأشياء في منازلنا لم نعد نستخدمها، في حين يمكن لعائلات أخرى الاستفادة منها.

أما القطع المعروضة فهي جميلة ومميزة، ويحدث أحياناً أن ترتديها طفلك سابقاً، ثم ترتديها ابنة جارك أو صديقتك، فيشعر الإنسان حينها حقاً بأننا يد واحدة، وأن الخير لا يزال قائماً بين الناس”.

المعرض يمتد لمدة ثلاثة أيام، ويخلق جواً من الألفة والتشاركية بين الناس”.

هكذا تحوّل فائض البيوت إلى مبادرة خيرية تُسهم في رفع العبء عن كاهل العائلات، وتُجسد روح المحبة والتعاون وليس الهدف من هذه الفعالية جمع المال، بل بناء الجسور بين الناس من خلال العطاء المشترك، والحرص على أن يبقى الكرامة محفوظة في كل تفاصيل العون.

اقرأ المزيد

يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور

بتاريخ 2 حزيران، زار وفد من مشروع “حوار لأجل السلام” التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP مدينة حمص، والتقى بعدد من الفاعلين المجتمعيين وممثلي الجمعيات والمبادرات والفرق التطوعية، بهدف الاستماع لتجاربهم ومناقشة آليات التعاون لتعزيز التماسك المجتمعي وترسيخ السلام.

وشارك في اللقاء ممثلون عن عدة جهات مجتمعية، من بينها فريق “يلا سوريا”، حيث طرح المشاركون أجندة ترتكز على البحث عن نقاط الالتقاء المشتركة بين الفرق، بعيدًا عن جذور الخلاف التي أخذت حيزًا من الواقع السوري خلال السنوات الماضية. وأعطى مثالا عن المحور الاقتصادي على أن “الفقر قد يكون أحد العناوين الجامعة في هذا المحور”، كما قال أحد ممثلي البرنامج.

وأوضح المتحدث أن الفريق الأممي جاء ليستمع لما “يجمع الناس” لا ما يفرقهم، لأن الجميع بحسب تعبيره قد اختبر الانقسام طيلة 14 عامًا، واليوم بات من الضروري التوقف عند القواسم المشتركة، والعمل على بلورة مشاريع ترتكز على التحديات المعيشية والاجتماعية التي تطال الجميع بلا استثناء.

وركّز الحاضرون على أهمية البعد المؤسساتي الذي يشمل كافة الجهات، مؤكدين أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية تشكل نقاط التقاء واقعية وعملية، يمكن البناء عليها لتأسيس أرضية مشتركة للحوار والتعاون المستقبلي.

وتناول اللقاء بشكل موسّع محور “حوارات لأجل السلام”، والذي حاز على الاهتمام الأكبر من جميع الحضور، حيث عبّر الجميع عن رغبتهم في تطوير هذا المحور من خلال أنشطة ومبادرات مشتركة تكرّس مفاهيم التعايش وتقبّل الآخر.

وطلب ممثلو المشروع من المشاركين تسليط الضوء على طبيعة عمل كل فريق أو مبادرة، بهدف تنسيق الجهود وتوحيد الرؤى، وعدم ترك العمل المجتمعي مشتّتًا، بل دفعه نحو شراكات جماعية مبنية على الثقة والتكامل، بما يخدم فكرة السلام كمسار مشترك.

اقرأ المزيد