الأربعاء 30 يوليو 2025
مادة إعلانية

يلا سوريا _ رنيم سيد سليمان

أقرت وزارة التربية والتعليم السورية، مساء الاثنين 7 تموز 2025، اعتماد مناهج دراسية جديدة للعام الدراسي 2025-2026، بعد حذف الرموز المتعلقة بالنظام السابق من المواد التعليمية.

ويأتي القرار في إطار توجه رسمي لإعادة تشكيل المحتوى التربوي بما يتلاءم مع مرحلة ما بعد النزاع، ولتوحيد التعليم في مختلف المناطق السورية.

بحسب بيان رسمي صادر عن الوزارة، حمل الرقم 5، فإن مناهج العام الدراسي المقبل ستُبنى على أساس منهاج 2024-2025، مع حذف كل ما يرتبط بالنظام البائد من صور، وشعارات، وأسماء، وشخصيات.

ويدخل القرار حيّز التنفيذ بدءًا من العام الدراسي القادم، ويشمل جميع المدارس العامة والخاصة في البلاد، مع استمرار تطبيق القرار رقم 104، الذي ألغى مادة التربية الوطنية منذ مطلع العام الجاري.

وينص القرار على اعتماد الطبعة الجديدة من منهاج 2014، بالنسبة لمواد الدراسات الاجتماعية من الصف الرابع إلى السادس، إلى جانب مواد التاريخ، والجغرافيا، والتربية الإسلامية، مع إلغاء الطبعات القديمة لهذه المواد بشكل كامل.

كما يُسمح باستخدام الكتب المطبوعة سابقًا، بشرط إزالة كل ما يشير إلى رموز النظام، ما يتيح تقليل الهدر، والاستفادة من الموارد المتوفرة.

ومنح القرار استثناءً مؤقتًا للطلاب المقيمين في المناطق التي كانت تعتمد مناهج مختلفة عن تلك الصادرة من دمشق، حيث يُسمح لهم التقدّم للامتحانات وفق مناهجهم الخاصة، ولمرة واحدة فقط خلال دورة 2026، حفاظًا على حقوقهم التعليمية، ومراكزهم القانونية، ولتجنب الإرباك في العملية الامتحانية خلال مرحلة الانتقال.

ويُذكر أن هذه الإجراءات سبقتها خطوات أخرى، اتخذتها الوزارة في كانون الثاني الماضي، حين ألغت مادة التربية الوطنية، التي كانت تروّج لتاريخ حزب البعث، وسيرة حافظ وبشار الأسد، واستبدلتها بمادة التربية الدينية من حيث توزيع العلامات.

وجاء هذا التغيير كجزء من مسار لإبعاد السياسة عن التعليم، وإعادة بناء الهوية التربوية.

وفي نهاية عام 2024، بدأت الوزارة بتعديلات أوسع، شملت إزالة رموز النظام السابق من جميع المراحل التعليمية، بما في ذلك النشيد الوطني، والشعارات السياسية، كما تم تعديل مضامين تحمل طابعًا وطنيًا، ليُستعاض عنها بتعابير ذات طابع ديني، مثل استبدال عبارة “الشجاع من يدافع عن الوطن” بعبارة “في سبيل الله”، ما يعكس تحوّلًا في التوجهات القيمية للمناهج الرسمية.

اقرأ المزيد

يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور

تتواصل منذ أيام في ريف اللاذقية بسوريا حرائق واسعة النطاق تسببت في خسائر كبيرة بالغابات وهددت منازل المدنيين، في واحدة من أخطر الكوارث البيئية التي تشهدها المنطقة خلال السنوات الأخيرة.

وسط هذه الأزمة، برزت مواقف إقليمية متضامنة، وتحركات شعبية داعمة لفرق الإطفاء التي تكافح النيران وسط ظروف بالغة الصعوبة.

امتداد واسع وخطر متصاعد:

بدأت الحرائق في عدة مواقع متفرقة بريف اللاذقية، أبرزها قرى دمسرخو، شلف، سفوبين، والعمرونية، وامتدت خلال أربعة أيام بسبب الرياح الشديدة وارتفاع درجات الحرارة. فرق الدفاع المدني السوري والقبعات البيضاء واصلت العمل دون انقطاع رغم وعورة التضاريس وخطر الألغام ومخلفات الحرب.

وأعلنت وزارة الطوارئ السورية عن تشكيل غرفة عمليات ميدانية تضم منظمات محلية للمساعدة في احتواء الحرائق، خاصة مع ازدياد رقعتها بشكل غير مسبوق.

استجابة إقليمية عاجلة:

أكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح أن الأردن أبدت استعدادها الكامل لإرسال فريق بري متخصص وطائرات إطفاء، وذلك بعد تنسيق رسمي مع وزارة الخارجية السورية، وشكر الصالح الشعب الأردني على “موقفه الأخوي النبيل”، مشيراً إلى أن الطواقم الأردنية بدأت بالفعل المشاركة الميدانية في إخماد النيران.

كما أجرى الصالح اتصالاً هاتفياً مع وزير الزراعة والغابات التركي إبراهيم يوماقلي، وتم الاتفاق على زيادة عدد فرق الإطفاء والطائرات التركية وبدأوا منذ صباح الأحد 6 تموز، بما لا يخل بجاهزية الطواقم التركية داخل أراضيهم.

ووجه الوزير السوري تعازيه الرسمية إلى الحكومة التركية باستشهاد اثنين من رجال الإطفاء خلال محاولتهم السيطرة على حرائق مشابهة في مدينة إزمير.

تقدير للجهود وتضامن شعبي:

تداول ناشطون صوراً ومقاطع تظهر رجال الإطفاء يعملون ليلاً ونهاراً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الغابات والمنازل. وكتب أحد المدونين: “رجال الظل هم أبطالنا الحقيقيون في هذه المحنة”.

وفي مشهد لافت، نظم فريق “يلا سوريا” التطوعي في حمص وقفة تضامنية، مساء السبت، دعماً لرجال الدفاع المدني في الساحل، رافعين لافتات تشيد بصمودهم وتدعو لحمايتهم وتوفير الدعم الكامل لهم.

في المقابل، تصاعدت الشبهات حول أسباب اندلاع هذه الحرائق، حيث أشار بعض الأهالي والناشطين إلى احتمال وجود جهات مفتعلة تقف خلف الحرائق، إما لأغراض تجارية كتجارة الفحم أو بهدف خلق فوضى أمنية. ودعا الدفاع المدني السوري المواطنين للإبلاغ عن أي نشاط مريب.

في ظل استمرار النيران ومخاطرها على السكان والغابات، تبقى الاستجابة المحلية والدولية ركيزة أساسية لاحتواء الكارثة. وبينما تتكاثف جهود الإطفاء، يبرز التضامن الشعبي كرسالة أمل وإصرار، تؤكد أن إنقاذ الطبيعة مسؤولية الجميع في وجه هذا التحدي المتفاقم.

اقرأ المزيد

يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور

باتت مهنة طب الأسنان في سوريا واحدة من أكثر المهن التي تعاني من ضغوط وتحديات متراكمة، فقد أثّرت الأوضاع المعيشية وارتفاع تكاليف المواد والمعدات، بالإضافة إلى تزايد أعداد الخريجين، بشكل مباشر على فرص العمل وجودة الممارسة الطبية.

وسلّطت منصة “يلا سوريا” الضوء في هذا التقرير على واقع مهنة طب الأسنان في سوريا، من خلال شهادتين ميدانيّتين للدكتورة شهامة طعمة الطعمة والدكتورة سدرة أحمد دبدوب، اللتين نقلتا صورة دقيقة وغنيّة بالتفاصيل حول التحديات والصعوبات التي يواجهها أطباء الأسنان، لا سيّما الجدد منهم، في ظل المتغيرات الحاصلة.

تزايد أعداد الخريجين وانخفاض فرص العمل:

برزت مشكلة تضخم أعداد خريجي طب الأسنان مقابل تقلص فرص العمل كواحدة من أبرز الإشكالات التي تواجه القطاع اليوم.

وأكدت الدكتورة شهامة طعمة الطعمة أن واقع المهنة أصبح “سيئًا جدًا” نتيجة هذا التزايد، الذي أدّى إلى ازدياد المنافسة بين الأطباء دون أن يكون هناك حاجة حقيقية لهذا الكم، خاصة مع ثبات أو انخفاض عدد المرضى نسبيًا، ما جعل البعض غير قادرين على فتح عيادات، أو يلجؤون للعمل بشروط غير مهنية.

ارتفاع تكاليف افتتاح وتجهيز العيادات:

أشارت الدكتورة شهامة إلى أن الوضع الاقتصادي المتردي يحول دون قدرة الطبيب الشاب على افتتاح عيادة خاصة، بسبب ارتفاع أسعار المعدات والمواد الطبية، التي غالبًا ما تكون مستوردة وباهظة الثمن، كما أن تجهيز العيادة بوسائل حديثة أصبح شبه إلزامي، لأن المرضى باتوا يفضلون العيادات المتقدمة تكنولوجيًا، ما يضع الطبيب الجديد في مأزق مالي حقيقي.

انعدام تسعيرة نقابية واضحة… وتخبّط في الأسعار:

تطرقت الطبيبتان إلى مسألة غياب التسعيرة النقابية الموحّدة كعامل سلبي يُربك كلًا من الطبيب والمريض، فالأسعار باتت تُحدد بشكل فردي، تبعًا لمستوى الطبيب وجودة المواد وموقع العيادة، ما خلق فجوة بين الخدمات المقدّمة وتكاليفها.

وأوضحت الدكتورة شهامة أن المرضى يشتكون من ارتفاع التكاليف، في حين أن الأطباء بدورهم لا يحققون هامش ربح كافٍ نتيجة غلاء المواد وفي ظل غياب رقابة واضحة أو تسعيرة عادلة، بات الطبيب محصورًا بين كلفة عالية وضغط مجتمعي لتخفيض الأسعار.

ضعف تأهيل الخريجين الجدد وغياب التدريب العملي الكافي:

لفتت الدكتورة سدرة دبدوب إلى أن العديد من الخريجين الجدد غير مؤهلين بالشكل الكافي، بسبب اعتمادهم على حالات مثالية خلال الدراسة الجامعية، والتي لا تُشبه إطلاقًا الواقع المعقد داخل العيادات وأكّدت أن النقابات مطالبة بتوفير دورات تدريبية وورشات عملية دورية بأسعار رمزية في مختلف المحافظات، وليس فقط في دمشق، لتأهيل هؤلاء الأطباء بشكل عملي حقيقي.

الفجوة بين الأطباء المتطورين علميًا والمكتفين بالأساسيات:

بيّنت الدكتورة سدرة وجود فجوة علمية واضحة بين الأطباء الذين يسعون إلى تطوير مهاراتهم ومواكبة أحدث الأبحاث، وبين من يكتفي بما تعلّمه خلال دراسته الجامعية، واعتبرت أن هذه الفجوة أصبحت ملحوظة لدى المرضى أنفسهم، الذين بات لديهم وعي وثقافة طبية تدفعهم لاختيار الطبيب الأحدث علمًا والأكثر استخدامًا للأجهزة المتقدمة.

دور التكنولوجيا الحديثة في رفع جودة المعالجة:

أكدت الطبيبتان أن الأجهزة والمعدات الحديثة أصبحت جزءًا أساسيًا من المهنة، ليس فقط لتحسين جودة العلاج، بل لتقليل الوقت والجهد والمرضى باتوا يربطون جودة العيادة بتجهيزاتها التكنولوجية، ما يجعل الطبيب مضطرًا لمواكبة هذا التطور رغم التكلفة الباهظة، وخصوصًا في ظل غياب ضمانات حقيقية من الوكلاء المحليين لاستيراد هذه الأجهزة.

تفاوت تجهيزات العيادات بحسب البيئة الاقتصادية والاجتماعية:

أوضحت الدكتورة سدرة أن تجهيز العيادات يتفاوت حسب البيئة التي تُفتح فيها، فالعيادات في المناطق الراقية غالبًا ما تكون مجهزة بشكل متكامل، بينما في المناطق ذات الدخل المحدود، قد لا تحتوي على الحد الأدنى من التجهيزات ورغم ذلك، يظل المريض مضطرًا للرضا بالخدمة الموجودة، خصوصًا إذا كانت تكلفتها أقل.

ضعف الرقابة على شروط التعقيم والنظافة:

أبرزت الشهادتان وجود عيادات لا تلتزم بشروط التعقيم والنظافة، بسبب رغبة الأطباء في تقليل التكاليف على حساب الجودة وفي المقابل، الطبيب الذي يلتزم بالمعايير الصحية يجد نفسه مضطرًا لرفع الأسعار، ما يجعله في موقع غير تنافسي. هذا التفاوت يتطلب وجود لجان نقابية رقابية تقوم بجولات دورية وتضع حدًا لهذه الفوضى، حفاظًا على صحة المرضى وسمعة المهنة.

ضعف فرص التخصص والدراسة العليا… سبب رئيسي للهجرة:

أشارت الطبيبتان إلى أن قلة فرص الاختصاص داخل سوريا تُعد من أهم أسباب هجرة أطباء الأسنان، فالكثير من الخريجين يطمحون بالتخصص أو العمل الأكاديمي، لكنهم يصطدمون بعقبات تتعلق بالمقاعد المحدودة وغياب الإمكانيات.

وأكّدت الدكتورة سدرة أن كثيرًا من الأطباء الذين حصلوا على فرصة السفر والاختصاص في الخارج فضّلوا الاختصاص على البقاء، ما يؤكد أهمية توسيع فرص الدراسات العليا محليًا.

في ضوء هذه التحديات، يبدو أن مهنة طب الأسنان في سوريا تمر بمرحلة دقيقة تتطلب تدخلًا جديًا من الجهات المعنية، وعلى رأسها النقابات ووزارات التعليم والصحة وتأمين فرص عمل حقيقية، وتحديث المناهج، وضبط التسعيرة، وتفعيل الرقابة، وتوسيع الاختصاصات، كلها خطوات أساسية لإنقاذ هذه المهنة من التدهور.

وبين طموح الأطباء الشباب، وواقع البلاد الاقتصادي، تظل إرادة الإصلاح موجودة، وما تحتاجه فقط هو الدعم والتنظيم والعدالة.

اقرأ المزيد

يلا سوريا _ رنيم سيد سليمان

انهار الأمل في سجن رومية اللبناني، حين أنهى المعتقل السوري “محمد فواز الأشرف” (40 عاماً) حياته شنقاً، بعد معاناة طويلة مع مرض “الصدفية” وحرمانه من الدواء، لم يُعرض محمد على محكمة طيلة عامين ونصف، ولم يُسمح له بإدخال العلاج رغم تدهور حالته الصحية.

عانى محمد، ابن محافظة حمص، من آلام جسدية ونفسية شديدة داخل زنزانته، حيث اشتدت أعراض مرضه، وتقرّحت جلده، في وقت كانت إدارة السجن تتجاهل النداءات المتكررة للسماح بإدخال الأدوية، فلم يجد مأوى إلا العزلة، ولا منقذًا إلا الموت، لقد أصبح الجسد الذي كان يطلب الشفاء، دليلاً صارخًا على القسوة التي يتعرض لها المعتقلون السوريون في لبنان.

اعتُقل محمد دون محاكمة، كما هو حال العديد من السوريين المحتجزين في رومية، الذين يُعتقلون بتهم فضفاضة أو يُحرمون من التمثيل القانوني، فهذا الإهمال القضائي والاحتجاز التعسفي يكشفان عن نظام يقوم على الانتهاك، لا القانون، وعلى التمييز، لا العدالة.

يتعرض المعتقلون داخل سجن رومية، خصوصًا السوريين منهم، لمعاملة قاسية على يد السجانين، تشمل الإهانات اللفظية، والضرب، والتجويع، والتأخير المتعمد في الرعاية الطبية، كما يُعامل السوري وكأنه مذنب مسبقًا، ويُنظر إليه بعين الريبة والعداء، وتُسلب منه كرامته دون محاسبة، شهادات كثيرة تتحدث عن عزلة قسرية، ومياه غير صالحة للشرب، ووجبات طعام تُلقى أرضًا بدل أن تُسلَّم باليد.

سجن رومية ليس سوى مرآة واضحة لفشل المنظومة الحقوقية، فهو يختزن كل معاني الظلم والتهميش، خصوصًا حين يتعلّق الأمر بلاجئين ومعتقلين سوريين، اكتظاظ، إهمال طبي، غياب العدالة، وبيئة ملوّثة نفسيًا وجسديًا، تجعل من البقاء فيه معركة يومية ضد الإذلال.

نطالب الحكومة السورية الجديدة، أن تفتح “فورًا” ملف المعتقلين السوريين في سجن رومية اللبناني، وعليها التحرك رسميًا لمطالبة السلطات اللبنانية بالإفراج عن من لم تثبت إدانتهم، وتأمين حقوقهم القانونية والصحية.

لم يعد مقبولًا أن يُدفن السوريون في زنازين الغربة، فهؤلاء الأبرياء لا يحتاجون خطابات، بل من يُطالب بهم ويقاتل من أجلهم، فلا تُقاس هيبة الدولة بعدد الرايات، بل بعدد الأرواح التي أنقذتها من الذل والموت البطيء.

اقرأ المزيد

يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور

اندلعت منذ يوم أمس الخميس حرائق ضخمة طالت الغابات الواقعة في أحراج قسطل معاف وجبل التركمان بريف اللاذقية، وانتشرت بسرعة نتيجة الرياح الشديدة وارتفاع الحرارة.

وأكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، أن فرق الإطفاء والدفاع المدني بدأت العمل فور اندلاع الحريق، وسط صعوبات كبيرة بسبب التضاريس الوعرة، وقلة الطرق المؤهلة، وبعد مناهل المياه وغياب التأهيل المسبق للمواقع.

وأضاف الصالح أن صباح يوم الجمعة تم إرسال تعزيزات إضافية من محافظات دمشق، حمص، حلب، إدلب، حماة وطرطوس، لمساندة الفرق الأرضية في محيط قسطل معاف ومشروع دمر.

وأفاد مدير الدفاع المدني في اللاذقية، عبد الكافي كيال، أن الحرائق امتدت لتشمل قرى البسيط، بيت القصير، كسب، فرنلق وزغرين، بمساحة تجاوزت 20 كم قطرًا، مما أدى إلى إغلاق بعض الطرق الحيوية وتهديد المناطق السكنية.

وتم قطع الطريق بين البسيط وقسطل معاف، إضافة إلى طرقات فرعية أخرى، إثر اشتعال النيران القريبة منها، ما زاد من صعوبة دخول آليات الإطفاء إلى المناطق المتضررة.

وبيّن كيال أن من أبرز عقبات الإطفاء وجود مخلفات من الحرب، بما في ذلك ألغام وذخائر غير منفجرة، إضافة إلى سرعة الرياح وارتفاع الحرارة التي تؤدي إلى تجدد الاشتعال.

وناشد الدفاع المدني الأهالي والسياح بالابتعاد عن المناطق الحراجية، وخصوصًا القريبة من قسطل معاف والبسيط وبيت القصير، مبينًا أن بعض العائلات أُجليت كإجراء احترازي.

وذكرت مصادر محلية أن بعض الأطراف النارية اقتربت من منازل بسيطة، ما دفع الأهالي والمتطوعين إلى تشكيل خطوط حماية مؤقتة باستخدام أدوات بدائية، وسط نقص المعدات الرسمية.

وحسب وزارة الطوارئ، سجلت سوريا منذ مطلع نيسان وحتى نهاية حزيران 3579 حريقاً عبر 12 محافظة، مع تركيز قوي في اللاذقية (314 حريقاً)، ما يُعد أحد أكبر انتشارات حرائق الغابات هذا الصيف.

وقبل يومين، تمكنت فرق الإطفاء من إخماد أكثر من 90% من الحرائق في أحراج الريحانية، كنسبا، قنجرة والدغمشلية، لكن الرياح أعادت إشعال بؤر جديدة الخميس، ما تطلّب تحريك موارد إضافية.

وتأتي هذه الحرائق في وقت تشهد فيه دول عدة من المنطقة، بينها تركيا واليونان، موجة حرائق مشابهة مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة والجفاف، ما يشير إلى تصاعد مخاطر حرائق الغابات في شرق المتوسط خلال فصل الصيف، نتيجة تغيرات مناخية مستمرة.

اقرأ المزيد

يلا سوريا – هيا عبد المنان الفاعور

اندلع ظهر اليوم الجمعة 4 تموز 2025 حريق كبير في المركز التجاري القريب من سوق الحدادين وسط مدينة حماة، متسببًا بخسائر مادية كبيرة طالت عددًا من المحال التجارية والسيارات، دون تسجيل إصابات بشرية، بحسب الجهات المختصة.

وغطّت ألسنة اللهب أجزاء واسعة من المركز التجاري، وامتدت بسرعة إلى سبعة محال تجارية ملاصقة للموقع، وأحرقت سبع سيارات كانت متوقفة في المنطقة، وسط حالة من الاستنفار لدى وحدات الإطفاء والطوارئ.

ويقع موقع الحريق في منطقة حيوية تشهد ازدحامًا سكانيًا ونشاطًا تجاريًا مكثفًا، ما زاد من خطورة الحادث وسرعة انتشاره.

ويُعد سوق الحدادين أحد الأسواق التقليدية القديمة في مدينة حماة، ويضم محالًا حرفية وتجارية متعددة التخصصات، مما صعّب من مهمة السيطرة على الحريق في لحظاته الأولى.

وتحركت فرق الإطفاء والدفاع المدني فور تلقي البلاغ، وتمكنت من تطويق النيران ومنع امتدادها إلى الأبنية السكنية المجاورة، رغم التحديات الميدانية المرتبطة بضيق الشوارع المحيطة ووجود خزانات وقود داخل بعض المحال.

وأوضح مدير الدفاع المدني في حماة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحريق نتج عن اشتعال صهريج مازوت خلال تفريغ المادة في أحد المحال، ما تسبب بانفجار لحظي أدى إلى انتشار النار بسرعة كبيرة، خاصة في ظل وجود مواد قابلة للاشتعال داخل المتاجر.

استمرت فرق الإطفاء في إخماد الحريق لعدة ساعات بعد أن بدأ الحريق، تبعتها أعمال التبريد المكثف كإجراء احترازي لتفادي تجدد الاشتعال، فيما عملت فرق أخرى على تأمين الموقع وفصلب التيار الكهربائي وإبعاد المواطنين لضمان سلامتهم.

وباشرت الجهات المختصة تحقيقاتها في موقع الحادث لتحديد الأسباب الدقيقة وملابسات الحريق، كما بدأت لجان التقييم حصر الأضرار المادية تمهيدًا لتوثيق الخسائر ورفع تقاريرها إلى الجهات المعنية.

ودعت محافظة حماة المواطنين إلى تجنّب الاقتراب من موقع الحادث حتى الانتهاء الكامل من عمليات التبريد ورفع الأنقاض، مؤكدة أن الحادث لم يسفر عن أي خسائر في الأرواح، وأن الأضرار اقتصرت على الممتلكات.

اقرأ المزيد